تحذيرات عاجلة من الولايات المتحدة لإسرائيل بشأن قصف المستشفيات في غزة
قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية في عددها الصادر صباح اليوم الإثنين إن الولايات المتحدة شددت مؤخرًا من لهجة تحذيرها إلى إسرائيل بشأن استمرار قصف المستشفيات.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، أن واشنطن حذرت إسرائيل من إطلاق النار على المستشفيات في غزة وتعريض حياة المرضى وإيواء المدنيين للخطر مع احتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحي المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بالقرب من أكبر المرافق الطبية في القطاع المحاصر.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الأحد” إن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية داخل المستشفيات حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران”.
وأكدت الصحيفة أن تصريحات سوليفان الأخيرة تعكس تزايد القلق الدولي بشأن الظروف المزرية في مستشفيات غزة، بخاصة مستشفى الشفاء، حيث لجأ آلاف الأشخاص هربا من القصف الإسرائيلي للقطاع الساحلي، في حين قالت حماس إن بعض المنشآت تعرضت لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية، وحذرت من نقص كارثي في الإمدادات الطبية الأساسية والمواد الأساسية الأخرى، وأضافت أن طفلين حديثي الولادة توفيا في الشفاء أمس الأول بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفى.
كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الأحد أن مستشفى آخر في مدينة غزة، وهو مستشفى القدس، اُضطر إلى الإغلاق لأنه لم يعد لديه ما يكفي من الوقود والطاقة. وخلال الـ 36 يومًا الماضية، سجلت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 137 هجومًا على وحدات الرعاية الصحية في غزة؛ ما أدى إلى مقتل 521 شخصًا وإصابة 686 آخرين، بما في ذلك 16 حالة وفاة و38 إصابة للعاملين الصحيين أثناء الخدمة.
وقالت الصحة العالمية إن أكثر من نصف المستشفيات في قطاع غزة مغلقة كما أن تلك التي لا تزال تعمل تتعرض لضغوط هائلة ولا يمكنها تقديم سوى خدمات طوارئ محدودة للغاية.
وتابعت “فاينانشيال تايمز” أن المعارك في مدينة غزة هي أحدث مرحلة في هجوم بري شنته إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، وقتل أكثر من 11 ألف من سكان غزة في القصف الإسرائيلي للقطاع، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
أبرزت الصحيفة أن الحرب الراهنة في غزة أدت أيضًا إلى تفاقم التوترات في أنحاء المنطقة حيث اشتدت الاشتباكات أمس الأحد عبر الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان بعدما أطلق حزب الله، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، صواريخ على قرية إسرائيلية، مما أدى إلى إصابة عدد من عمال الكهرباء الحكوميين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، وقال الجيش الإسرائيلي إن سبعة جنود إسرائيليين أصيبوا أيضا في إطلاق قذائف مورتر عبر الحدود، وردت إسرائيل بقصف مدفعي على جنوب لبنان.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس الأحد إن الولايات المتحدة نفذت “ضربات دقيقة” في شرق سوريا على منشأة تدريب ومنزل آمن، قال” إن الحرس الثوري الإيراني، والجماعات التابعة له يستخدمهما، كما بدأت علامات أولية في الظهور حول صفقة محتملة، توسطت فيها قطر جزئيًا، لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
وقال النائب مايكل ماكول من تكساس، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي والمتواجد في تل أبيب حاليًا” إن هناك مناقشات “حساسة للغاية” جارية مع الدوحة، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس، وقال إن هناك إمكانية لتبادل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل بمحتجزين في غزة، ومع ذلك أكد أن وقف إطلاق النار سيكون صعبا للغاية دون الاتفاق على إطلاق سراح جميع الرهائن”.