تفاصيل لقاء وزيرة البيئة مع سفير إيطاليا بالقاهرة
في إطار التعاون المثمر، بحثت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، اليوم الإثنين، مع ميكيلي كواروني، سفير إيطاليا بالقاهرة، التعاون الثنائي بين البلدَين في مجال البيئة وتحضيرات استضافة مؤتمر المناخ المقبل COP27.
وأكدت وزيرة البيئة علاقات التعاون الممتدة والبناءة بين البلدين في مجالات البيئة، وفرص التعاون القادمة؛ خصوصًا في ظل عدد من الأحداث العالمية التي ستشهدها الفترة المقبلة في مجال البيئة والمناخ؛ ومنها مؤتمر المناخ COP27.
من جانبه أكد السفير الإيطالي من جانبه أهمية هذا الحدث الذي يشهد مشاركة واسعة من دول العالم؛ خصوصًا مع الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر في دفع العمل البيئي والمناخي، واستعداد بلاده لتقديم خبراتها كرئيس مشارك في مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26، والاجتماعات الناجحة التي نفذتها إيطاليا في الفترة السابقة للمؤتمر واجتماعات الشباب.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن مصر خلال رئاستها مؤتمر المناخ COP27 تهدف إلى البناء على مخرجات مؤتمر جلاسكو والتقدم المحقق في مسارات التفاوض وتشجيع الدول على تحديث استراتيجياتها للمساهمات الوطنية ورفع الطموح، والعمل الجماعي لتسريع عملية الموافقة على الهدف الجمعي للتكيف والذي يعد أولوية للدول النامية، إلى جانب تحقيق التوازن بين التكيف والتخفيف كما جاء في اتفاق باريس.
وأضافت الوزيرة أن مصر ستخصص عددًا من الأيام حول موضوعات محددة تتصل بالمبادرات التي ستطلق في المؤتمر؛ مثل التمويل والتكيف، والمياه كموضوع جديد للطرح في مؤتمرات المناخ؛ حيث أصبح ملحًّا في ظل تزايد أهمية موضوعات المياه كالبحار والمحيطات وتلوثها بالبلاستيك ونوعية الحياة المستدامة للمجتمعات المحلية المعتمدة على المياه كالصيادين، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى تخصيص يوم للنوع الاجتماعي في ظل اهتمام مصر بخطة عمل الدمج بين النوع والبيئة والمناخ التي أطلقت في أسبوع النوع في نيويورك.
ولفتت الوزيرة أيضًا إلى أن مؤتمر شرم الشيخ للمناخ سيتضمن مناسبات للشباب سواء في المنطقة الزرقاء التابعة للأمم المتحدة، أو المنطقة الخضراء التي تنفذها مصر كمنصة تتيح للشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص المشاركة بأفكاره وأطروحاته ومشروعاته.
وأشارت الوزيرة إلى إمكانية التعاون مع إيطاليا في المبادرة المتعلقة بمدخل النظام البيئي والتنوع البيولوجي؛ خصوصًا أنها تعد من الشركاء المهمين في مجال التعاون الثنائي مع وزارة البيئة في ما يخص صون التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية، ومع الخطوة المهمة المنتظرة في سبتمبر المقبل بإعلان خارطة الطريق لما بعد ٢٠٢٠ حتى ٢٠٥٠ للتنوع البيولوجي في مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي COP 15، والتي قادت مصر إعداد مسودتها خلال رئاستها مؤتمر التنوع البيولوجي COP14، وخلق روابط بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ.
وأشاد السفير الإيطالي باهتمام مصر بطرح موضوع إدارة المياه ضمن مبادرات مؤتمر المناخ، واهتمام بلاده به؛ خصوصًا مع ندرة الموارد الطبيعية بها؛ مما دفعهم للعمل على مفهوم الاقتصاد الدوار وتطوير نظم وتكنولوجيا إدارة المياه، إلى جانب خبرة بلاده في مجال إعلان المحميات الطبيعية وإدارة النظم البيئية، مقترحات تنفيذ ورشة عمل مشتركة بين البلدين لتبادل الخبرات في تلك المجالات.
وأكدت فؤاد أن مؤتمر شرم الشيخ للمناخ يهتم أيضًا بالتركيز على دور العلم والتكنولوجيا في التصدي لآثار تغير المناخ، من خلال إشراك العديد من المؤسسات البحثية وإقامة مركز الابتكارات في المنطقة الخضراء بالمؤتمر بالتعاون مع القطاع الخاص، إلى جانب حرص الرئاسة المصرية للمؤتمر على عرض نماذج لقصص نجاح حول العالم في مواجهة آثار تغير المناخ لتكرارها والبناء عليها، وتسريع وتيرة التحول من مرحلة السياسات إلى التنفيذ.
وأشار السفير الإيطالي إلى إمكانية مساهمة بلاده في تقديم نماذج فعلية في مجال الاقتصاد الدوار والتكنولوجيا من خلال بعض الشركات الإيطالية، وأيضًا في مجال تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي وعلاقته بمواجهة تغير المناخ، ومشروعات الهيدروجين الأخضر.
وأشار السفير الإيطالي، في ما يخص التعاون الثنائي في مجال البيئة، إلى برامج التعاون مع وزارة البيئة المصرية، والتي لا يزال بعضها ساري التنفيذ، سواء في مجال حماية الطبيعة كمشروع إدارة وتطوير محميتي وادي الريان ووادي الجمال ودمج المجتمعات المحلية؛ خصوصًا أن السياحة البيئية إحدى أدوات التنمية الاقتصادية، ومشروع استعادة أشجار المانجروف بالبحر الأحمر، بالإضافة إلى مشروع تحويل مخلفات الماشية إلى بيوجاز بتكلفة ٤ ملايين يورو، ومشروع إدارة المخلفات الصلبة ببني سويف، والتطلع للتعاون في مجال تكنولوجيا تحويل المخلفات إلى طاقة.
وأكدت وزيرة البيئة جهود مصر في العمل على التحول للسياحة البيئية، وتطوير المحميات الطبيعية ودمج المجتمعات المحلية في إدارتها بدعم كبير من الجانب الإيطالي، وتنفيذ الحملة الوطنية للترويج للمحميات الطبيعية ECO EGYPT، والعمل على استعادة أشجار المانجروف التي تعد حلًّا طبيعيًّا لمواجهة آثار تغير المناخ وتحقيق التوازن البيئي.
وأضافت فؤاد، في ما يخص إدارة المخلفات، أن وزارة البيئة تتبعها مؤسسة الطاقة الحيوية غير الهادفة للربح، والتي أصبح لها خبرة كبيرة في مجال إنشاء وحدات البيوجاز، وساعدت على قيام ٢٦ شركة ناشئة للشباب في هذا المجال في مختلف محافظات مصر؛ خصوصًا الصعيد، وفي مجال تحويل المخلفات إلى طاقة تعمل مصر على تهيئة المناخ الداعم من خلال إعلان التعريفة المغذية، وصدور أول قانون لإدارة المخلفات في مصر والذي يقوم على فكر الاقتصاد الدوار وإشراك القطاعَين الخاص وغير الرسمي، وتشجيع القطاع الخاص لدخول هذا المجال بتحديد محافظات مشروعات المرحلة الأولى وتوفير التسهيلات اللازمة.