وزيرة البيئة: أفريقيا تحتاج لـ 50 مليار دولار سنويا لمواجهة تغير المناخ
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خلال كلمتها في الجلسة الختامية لمنتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي في نسخته الثانية واجتماع وزراء المالية والبيئة والاقتصاد الأفارقة، الفرصة التي أتاحها المنتدى للجمع بين وزراء البيئة والاقتصاد والمالية الأفارقة، للتأكيد على استمرار التعاون المثمر والتنسيق المتواصل بين تلك القطاعات على المستويين الوطني والإقليمي.
ولفتت ياسمين فؤاد إلى أن التعاون بين وزراء البيئة والتعاون الدولي والتخطيط والمالية في مصر في العديد من المجالات ومنها التحضير لمؤتمر المناخ COP27، كالتعاون في إطلاق السندات الخضراء، ومعايير الاستدامة البيئية، ودمجها في تحضير الموازنة العامة، بالإضافة إلى التعاون في وضع الخطة الوطنية لتغير المناخ 2050 من خلال المجلس الوطني لتغير المناخ: وهي تجربة نأمل في نقلها لأشقائنا في الدول الأفريقية.
عقدت الجلسة بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور محمد معيط، وزير المالية، وجون بول آدم، مدير قسم التكنولوجيا وتغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، والدكتورة حنان مرسي، نائبة الأمين التنفيذي وكبير الاقتصاديين للمفوضية الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة.
وأضافت وزيرة البيئة أن الدول الأفريقية تحتاج إلى تمويل يقدر بحوالي من 20 لـ 50 مليار دولار سنويا، لكي تستطيع العمل على سيناريو 1.5 درجة مئوية، وفي حالة تغير السيناريو إلى أعلى من 2 درجة مئوية، تحتاج إلى ما يقرب من 18 لـ 60 مليار دولار سنويا، وذلك حتى عام 2050.
واستكملت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن مؤتمر المناخ COP27 يقدم فرصة جيدة جدا للسعي للتنفيذ الفعلي لاحتياجات القارة الأفريقية، سواء من خلال الرئاسة المصرية للمؤتمر، وأيضا مجموعة إجراءات تم تخطيطها على مستوى القارة الأفريقية، منها خطط المساهمات الوطنية للدول الأفريقية، والعمل على إجراءات التكيف وأهميتها للقارة الأفريقية، مشيرة إلى أنه تم خلال الشهرين الماضيين إصدار أول استراتيجية إقليمية للقارة الأفريقية للتكيف والصمود من خلال الاتحاد الأفريقي.
وفيما يتعلق بالهيكل المؤسسي الذي سيساعد القارة الأفريقية لجذب التمويل في مجال التكيف، أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى المبادرة الأفريقية للتكيف والتي تم إطلاقها في مؤتمر باريس للمناخ 2015.
وتابعت وزيرة البيئة موضحة حرص القيادة السياسية خلال الطريق لقمة المناخ COP27، على وضع التمويل والتكيف في قلب المناقشات الخاصة بالقارة الأفريقية، والتي تم خوض شوط كبير فيها، سواء بالخطط الوطنية والإقليمية، بالإضافة إلى آلية الحوكمة والتى تحاول الدولة المصرية حاليا تمكين تفعيلها، وجذب التمويل للمبادرة الأفريقية للتكيف، والتى خُلقت لكى تسهل عملية حصول الدول الإفريقية على التمويل من صناديق التمويل الدولية، مما استدعى الخروج بمجموعة من المبادرات الدولية، والشراكات مع المجتمع الدولي من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية لخدمة القارة الأفريقية والدول النامية في تلبية احتياجاتها الإنسانية.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن الطاقة من التحديات البيئية والمناخية فى القارة الأفريقية، سواء بفرص الحصول عليها، وتوافرها بأسعار تتناسب مع القارة الأفريقية والدول النامية، وكيفية التوسع فى مشروعات الطاقة المختلفة، لذا حرصت الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ على إعداد مبادرة ” الانتقال العادل للطاقة “، بحيث تكون أفريقيا فى قلب هذه المبادرة.
ولفتت الوزيرة أيضا إلى مشكلة التصحر والغذاء فى أفريقيا، والتأثير الواضح لتغير المناخ على التربة، ولذا اهتمت الرئاسة المصرية للمؤتمر بالبدء فى إعداد المبادرة الخاصة ” بدعم النظم الغذائية ودعم الزراعة” فى القارة الأفريقية بالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية ومنظمة الزراعة، مضيفة أن أفريقيا لديها ثروات طبيعية تتمثل فى الغابات، وتعد مصدر رزق للشعوب الأفريقية، مما يتطلب العمل على الحفاظ على تلك الثروات الطبيعية والتنوع البيولوجي للقارة، والتي تقوم عليها شعوبها.
واختتمت الدكتورة ياسمين فؤاد كلمتها ، بالحديث عن المرأة الأفريقية، مشيرة إلى أنها شأنها شأن المرأة حول العالم أكثر الفئات تحملا وتتضرراً بآثار تغير المناخ، ولكن المرأة الأفريقية لديها مسئوليات أكثر من توفير سبل العيش المستدام والعناية بأسرتها، مؤكدة على ضرورة تمكين المرأة لتكون أكثر صموداً أمام تحديات آثار تغير المناخ، لتصل إلى أن مؤتمر المناخ COP27 بجانب كونه مؤتمر للتنفيذ، يهدف الإنتقال العادل والطموح، فهو أيضا مؤتمر أفريقي متكامل يهدف إلى وضع الاحتياجات الإنسانية في قلب عملية مناقشات تغير المناخ، لافتة إلى أنه يتم العمل على تغيير منهجية إدارة ورؤية ورسم مؤتمرات المناخ لصالح شعوبنا، متمنية أن تسطيع القارة الأفريقية من خلال هذا المؤتمر أن تقدم نسخة مميزة للعالم، ووجهت الدعوة إلى الدول الأفريقية للعمل سويا، والتحدث بصوت واحد، ليقدم للعالم مؤتمر مناخ يدعم الانسانية أمام الأزمات والتحديات، مؤتمر يستطيع أن يحقق للقارة الأفريقية أهدافها فى أجندة ٢٠٦٣.